أقف في ركن متمهلة.. أفكر، يمر بي الجمع الهائج منطلق إلى مكان لا أعرفه -ويبدو لي أنهم لا يعرفونه كذلك- وهناك دائمًا شخص ما بالمقدمة، يلوح من بعيد، أتخيله شخصًا برابطة عنق و حنجرة صاخبة، تنفر أوردته، يتصبب عرقه، وتهتز سبابته حسب وقع كلماته. قد يتوقف البعض ممن يعرفونني للسؤال: لم لا تلحقين بنا؟؟ هذا جمع الإيجابيين، هذا جمع التغيير! ثم يخافون ألا يلحقوا بالجمع فيمضون سريعًا إلى مكانهم المجهول.
أتساءل: وماذا بعد؟
أمضي أنا في اتجاه آخر وحدي تمامًا، ببطء وحذر، لا يصادفني سوى مارة متناثرين على الأرصفة، لاصخب ولا زحام، لكن الوحدة قد تطول قبل مصادفة أحدهم، نتبادل ابتسامة وقار خفيفة ثم نمضي كل منا في طريقه. يحدث أحيانًا أن يتقاطع طريق الجمع الهائج مع دروبي الهادئة، يوشكون على دهسي بانفجار حناجرهم وتشنج أجسادهم، لكنهم يمرون بوقوفي الثابت في منتصفهم، ينشقون على الجانبين ثم يلتحمون كما كانوا وكما لو كنت غير مرئية. يخفت الصراخ والضجيج تدريجيًا بانقضاء الجمع.
ألتفت لآخر آثارهم وأفكر: ألا يمنح الجمع قوة؟
لكن قوة التدليس والحلول الهينة لا تمنحني بل تسلبني ذاتي، فأتردد لبرهة وألقي نظرة أخيرة على ركن قصي مرت به العاصفة منذ قليل ثم أمضي في طريقي.
---
الخلاصة: أنا أكره الصراخ وأكره الضجيج، أكره برامج الاكتئاب المسائي والأشخاص ذوي المظاهر البراقة المنصّبين محامون وقضاة لأوضاع نصيبهم فيها حسابات بنكية. أكره ما يكتبه حاملو مصابيح (الحقيقة الليبرالية) المنتمين لقطيع (أضداد القطيع).
المسألة باخت بااااااااااخت أوي، من سنة 2005 ماحدش خد باله إن وجوه عواجيز الفرح واحدة ماتغيرتش حزب الغد.. حركة كفاية.. حزب الجبهة.. الجمعية الوطنية، وهاخد على جنب 6 إبريل (دول شباب الفرح المهيسين).
حرية الصراخ مكفولة للجميع، ويلا نعمل وقفة احتجاجية على عدم تعيين بنت خالة أخت الموظف (الغلبان) في مصنع السكر، وهاتوا اليوم السابع تاخد لنا صورتين حلوين، وبالمرة ننزل فيديو على اليوتيوب. أنا واقف بزعق\مش بزعق، إذن أنا وطني وماحصلتش.. وهروح بيتنا آكل زبادي وأنام مرتاح الضمير عشان ايييييه؟ (اخص عليكم؟ ما قلنا وطني وماحصلتش!).
هو ينفع الواحد يعمل وقفة احتجاجية على الوقفات الاحتجاجية؟
أتساءل: وماذا بعد؟
أمضي أنا في اتجاه آخر وحدي تمامًا، ببطء وحذر، لا يصادفني سوى مارة متناثرين على الأرصفة، لاصخب ولا زحام، لكن الوحدة قد تطول قبل مصادفة أحدهم، نتبادل ابتسامة وقار خفيفة ثم نمضي كل منا في طريقه. يحدث أحيانًا أن يتقاطع طريق الجمع الهائج مع دروبي الهادئة، يوشكون على دهسي بانفجار حناجرهم وتشنج أجسادهم، لكنهم يمرون بوقوفي الثابت في منتصفهم، ينشقون على الجانبين ثم يلتحمون كما كانوا وكما لو كنت غير مرئية. يخفت الصراخ والضجيج تدريجيًا بانقضاء الجمع.
ألتفت لآخر آثارهم وأفكر: ألا يمنح الجمع قوة؟
لكن قوة التدليس والحلول الهينة لا تمنحني بل تسلبني ذاتي، فأتردد لبرهة وألقي نظرة أخيرة على ركن قصي مرت به العاصفة منذ قليل ثم أمضي في طريقي.
---
الخلاصة: أنا أكره الصراخ وأكره الضجيج، أكره برامج الاكتئاب المسائي والأشخاص ذوي المظاهر البراقة المنصّبين محامون وقضاة لأوضاع نصيبهم فيها حسابات بنكية. أكره ما يكتبه حاملو مصابيح (الحقيقة الليبرالية) المنتمين لقطيع (أضداد القطيع).
المسألة باخت بااااااااااخت أوي، من سنة 2005 ماحدش خد باله إن وجوه عواجيز الفرح واحدة ماتغيرتش حزب الغد.. حركة كفاية.. حزب الجبهة.. الجمعية الوطنية، وهاخد على جنب 6 إبريل (دول شباب الفرح المهيسين).
حرية الصراخ مكفولة للجميع، ويلا نعمل وقفة احتجاجية على عدم تعيين بنت خالة أخت الموظف (الغلبان) في مصنع السكر، وهاتوا اليوم السابع تاخد لنا صورتين حلوين، وبالمرة ننزل فيديو على اليوتيوب. أنا واقف بزعق\مش بزعق، إذن أنا وطني وماحصلتش.. وهروح بيتنا آكل زبادي وأنام مرتاح الضمير عشان ايييييه؟ (اخص عليكم؟ ما قلنا وطني وماحصلتش!).
هو ينفع الواحد يعمل وقفة احتجاجية على الوقفات الاحتجاجية؟