حِب ما تتنسيش

2 comments
إحدى قعدات الكابتشينو مع سالي وآلاء :)

أنا كنت حيرانة في التدوينة دي، عاوزة أكتب عن السنة بس مش عارفة أبدأ منين ومش عايزة أسرد أحداث وخلاص. وأنا من المحظوظين اللي بيكملوا سنة من عمرهم مع السنة الجديدة فالحساب الختامي بيتعمل مرة واحدة
:)

حاجات ل
أول مرة

إني اتخرجت من كلية الطب، وده إثبات إن كلية الطب بتطوّل بس بتخلص في الآخر، ورغم إني كنت مقررة ماحضرش حفلة التخرج لقيتني رحت ولبست الروب والبتاع اللي بنرميه ده. ماكانتش أحسن حاجة في الحياة بس خدت صورتين حلوين يفكروني إني كنت طالبة وخلصت.
إني اشتغلت لأول مرة، طبيعي أول مرة هي أول مرة ومفيش منها تاني، آخر حاجة كنت أتوقعها هي إن الشغل في الطب يعجبني، أنا مكبّرة من زمان.. وكل الكلام اللي اتقال عن التكليف كان صعب، فكرة إنك مش بتعمل حاجة مفيدة وإنك بتشتغل في ريف ودماغك بتقف وبتتعامل مع نوعية ناس رخمة. مش هقول إني مالقيتش ده ه، بس ربنا كرمني بمكان شغل كويس في التكليف-وحتى ده له قصة- فاتأقلمت، ولا مرة حسيت بملل.. ولمدة 8 شهور بصحى الصبح وعايزة أشتغل، أنا بنسى الأدوية والجرعات، وأغلب الحالات اللي بقابلها باطنة أو أطفال وأحيانا جلدية في حين إني مش مهتمة بالتخصصات دي. لكن لقيت إني مش فاشلة ولا حاجة، والحاجات التافهة عندي ممكن تبقى مهمة عند الناس اللي محتاجاها.

ربنا حقق لي أمنيتي وسمعت ريما خشيش لايف ويومها قابلت ناس كتيربحبهم صدفة، ورحت شارع المعز وصليت في مسجد عمرو بن العاص وزرت السلطان حسن والرفاعي والكنيسة المعلقة، في الواقع دي أكتر سنة رحت فيها القاهرة أساسا :D


إلقالك حد

وأنا لقيت ناس.. لما بقول شغل دايما بقصد شغل التكليف، مش أجياد.. جزء من ده إني فضلت فترة طويلة بتدّرب بس وماجرؤش أقول على نفسي سيكياتريست، وجزء تاني أهم، إني لقيت عيلة وصحاب فيهم. صعب جدا تقول على حد خرجت وكلت واتفسحت معاه وبتشاركه كل أسبوع مشاعرك إنه "زميل شغل" حاجات كتير من اللي كبرتني كان السبب فيها ناس أجياد.
قال ايه كنت فاكرة نفسي مش كائن"جروباتي" وكان ممكن أفضل شهور مانطقش كلمة في الجروب. وطلع ده فشنك طبعا.
الوورك شوبس في القاهرة وهبل الباص طول الطريق، أوكا وأورتيجا اللي بقوا فقرة ثابتة كل مرة بنسافر فيها سوا، عيد ميلاد أي حد فينا.. التورتة والهدية المشتركة. فرح مي ومحمد وبعدين فرح هند واسماعيل. المنديل البينك بتاع كتب الكتاب اللي متفقين يلف علينا كلنا في جوازنا. لمتنا في بيت دكتور أحمد ودكتورة وفاء والناموس المتوحش هارينا في الجنينة. جروب دكتور رفعت وال 4 أيام اللي بنستناهم كل 4 شهور بفارغ الصبر. محمد ومحمود وهما بيحاولوا يثبتوا إني بتخضّ زي الناس وأنا لسة ثابتة على موقفي. النبطشيات مع نبيل والأكل سوا وتحضير الدوا. رغيي مع هديل وهي بتوصلني بعد الجروب وبتكلمني عن "اختيارات البنات الخايبة"، يومين اسكندرية اللي أحلى حاجة حصلت لي.كل العيانين اللي اشتغلت معاهم واتعلمت منهم، خلوني أشوف يعني ايه بني آدم قبل معنى المرض.
أحلى أيام
يوم 4 و5 أكتوبر، يومين مش هنساهم في حياتي، مؤتمر اسكندرية وكلنا سوا.. أسوارنا واقعة، قريبين من بعض جدا.. بناكل ونلعب ونتكلم، ننزل نلف واحنا لسة مش عارفين رايحين فين، المزيكا العالية وريحة البحر، اكتشافي لياسر وأحمد اللي ماكنتش شايفاهم كويس قبلها. سباق البدالات في المية والتريقة عليا عشان مش عايزة لبسي يتبل. نظرة ريهام لدكتور أحمد في سيشن المؤتمر وهي بتعمل ال
role play
، تمشيتي ع الكورنيش أنا ومروة اللي شفتها مرتين بس قادرة أقول عنها صديقتي بقلب جامد، كارفور والقعدة في الكافيهات لحد ماتقفل، الجروب على البحر ومرواحنا المنصورة مطبقين.

ولحظة حقيقية هفضل أفكر بيها نفسي كل ما الدنيا تقفل في وشي.. غروب الشمس في بحر المنتزه والغرق في عيون خضرا كنت بحبها. اللحظة دي كانت ليا والمسافة قصرت عشاني. من غير ما أفكر في اللي حصل-أو اللي ماحصلش- "كل اللي صار وبعدو بيصير.. الله كبير".
صاحب صاحبه
وسط كل الناس اللي دخلت حياتي جديد، صحابي اللي اتأكد وجودهم في حياتي،  لفات المعرض في يناير وشادي وأحمد جمال شايلين معايا الكتب، صُحبة معرفة اللي كانت مرحلة مهمة في حياتي وسينيمانيا اللي مكمّلة مع ناس تانيين، في درج مكتبي كتاب "أكله الذئب" عن ناجي العلي يإهداء طويل من شادي اللي لما عرف إني بدور عليه جابهولي، فلاشة عمر اللي ملت جهازي بمزيكا حلوة بتونسني في صباحات الشغل، خروجاتي مع سالي وآلاء اللي بلاقي لها مكان وسط زحمة شغلي، والكابتشينو اللي كل مرة بشربه معاهم بشكل مختلف. الحضن الجماعي مع نسمة وحنان ومكالمات التليفون الطويلة.. العيال دي واحشاني وعاوزة أشوفهم قريب.
النهاردة أنا قادرة أستمتع بالحاجات اللي كنت فاكراها بعيدة عني.. فيلم كوميدي، رواية عادية، أغنية شعبي، حتى الأفراح مابقتش أملّ منها ولا استسخفها. أمنياتي للسنة الجديدة إني أفضل أعيش و أحب وأتنفس بقلبي.