عندما عرض عليّ (علاء خالد) منذ شهور المشاركة في العدد الجديد من (أمكنة) اتخضيت!
لم أكن أتوقع أن صاحب (ألم خفيف كريشة طائر..) قد يعجب بما أكتب ويمنحني ثقة الكتابة لمشروعه الجميل.
عندما عرفت (أمكنة) لأول مرة، أحببت فيها روح المكان القوية وامتزاجها بمفردات الجمال في التاريخ والجغرافيا، وارتباطها بإبداع الكتابة والفوتوغرافيا مع تنوع جنسيات وأعمار كُتّاب العدد الواحد. هي ليست مجلة بالصورة الخفيفة التي تخطر ببالنا، لكنها وجبة دسمة تأخذ وقتها في التحضير، يكفي أن نعلم أن العدد الأخير يتم التجهيز له منذ أكثر من عام ونصف.
قضيت وقتًا طويلًا أفكر فيما سأكتبه (وكنت مازلت مخضوضة برضه) وهي المرة الأولى لكتابتي في موضوع محدد مسبقًا (حياة الجامعة)، فوجدتني أخرج يومياتي التي بدأت تسجيلها في عامي الجامعي الأول، وأحاول تحديد الخطوط العامة لست سنوات من ثراء شخصيتي وتكوينها. وأسترجع مواقف ظننت أني نسيتها. وأكون آراءً بأثر رجعي عن أشياء لم أفهمها في وقتها. فبقدر ما كنت الكتابة صعبة كان التفكير صعبًا.
أدهشني كثيرًا تعامل (علاء خالد) معي، فهو لم تتملكه سطوة السن الأكبر ولا الخبرة الإبداعية، بل منحني من وقته ومجهوده فكان مهتمًا بسماع أفكاري، وقراءة مسوداتي، و تابع معي الكتابة منذ البداية وحتى اختيار العنوان، دون أن أشعر قط أنه يفرض عليّ اتجاهًا بعينه. و رغم أنني تجاوزت المدة المحددة للكتابة لم يضجر من إني (واقفة ومش عارفة أكمل)!
أنا لم أر العدد بعد، وانتظره معكم بعد انتهاء الاحتفالية بالمجلة في اسكندرية، سيكون متوفرًا في المكتبات يوم الثلاثاء القادم. موضوعي عنوانه (ج ا م ع ة)، استمتعوا بقراءته إذًا وأخبروني بآرائكم.
علاء خالد في برنامج عصير الكتب مع بلال فضل يتحدث عن (أمكنة) :