لا أُخطط أن تكون كتابتي نَصًا، ولم يكن ليولد أي كلام أكتبه لو خططت له.
بين العُود والبيانو الغاضبين وسكون ليل بارد أفكّر "الكتابة تفتح الجروح وتكويها في الوقت نفسه" كما قرأت أمس.
ماذا إذا كانت الكلمات هي الجرح ذاته؟ هناك وقت تتحول فيه الأشياء المحبّبة إلى سياط للروح، توقُفي تَمَرٌد على أسباب نكستي مررت به من قبل، وفي نفس الوقت تكبّلني جملة كتبتها لي رضوى عاشور(..أن تُواصلي الكتابة لأنه لا شيئ يُعلِّم الكتابة مثل ورشة العمل اليومي) ، كما لا يمكنني التوقف لأن الكلمات هي الشيء الذي طالما حفظ لي توازني في الصدمات.
كنت أظن أن الأشياء الصغيرة التي عقدت اتفاق حب سحريٌ معها ستخذلني عندما أمشي في الشوارع من جديد، لكنها كانت حانية.. أكثر من الأشخاص، خطوات التمشية الصباحية البطيئة بين المباني القديمة، ملابس جنود الجيش التي تبعث فيّ ابتسامة وَضع لم يتخيله أحد قريبًا، النيل الذي صاحَبني مسافة طويلة، رائحة الكُتُب الجديدة التي اشتقتُ لها، ثم انهمار قطرات المطر الكبيرة حتى اكتشفت يومها أن التوقف ومشاهدتها أروع من المشي تحتها.
أنا لم أَعُد غاضبة إلى هذا الحدّ مِنك، ليس لأنني فجّرت غضبي فجأة فحسب، لأنني أيضًا أعدت اكتشاف حقيقة أن لا أحد عرفك مثلي، أنا من قرأتك حين مرّ عليك الجميع في صمت، وأنا من وصلت إلى ما تُخبئه عن نفسك قبل أن تصل أنت إليه. هذا هو انتصاري الكبير على كل قطعك المكسورة، أنا أعرف كيف يظل غصني الغض الرقيق كما هو.. مرآة جارحة أحيانًا لكنها لا تفقد ألقها في حزنها.
No comments:
Post a Comment