بهجة خفيفة




لأننا في أكتوبر، طبيعي تبقى "خفيفة".. خفيفة على طريقة كونديرا، مش خفيفة يعني نص نص. لأنها بهجة بجد في وقت شرير.


الصبح وأنا طالعة سلالم المستشفى فجأة اتفرط العقد اللي كنت لابساه على السلالم، في أي فيلم كان هيبقى مشهد رومانسي فحت.. حيث ييجي ولد وسيم يلم معايا الحبات اللي وقعت بالحركة البطيئة وتشتغل كمنجات. لكن عشان احنا مش في فيلم.. أنا اللي اتخيلت إن الأحجار الملونة بتقع بطيء تحت النور البسيط، وعشان هو بوست بهجة.. لقيت الناس اهتمت تلم معايا حبات العقد، مع إني كنت هسيبه وأمشي. وكنت هقعد أفتكر إني جبته من أسوان وإني ممكن مارحش هناك تاني لمدة طويلة. عمو اللي لم معايا الحبات اقترح نحطه في جيب البالطو اللي شايلاه.. وهكذا يا جماعة، قضيت اليوم و حبات العقد  في جيب البالطو وأنا شايلاه في إيدي بتوازن محسوب من غير ماتقع ولا واحدة لحد ما روحت.


وطبعا وأنا شايلة البالطو والعقد الملوّن  في جيبه لازم تحصل حاجات، زي إني مثلًا كنت رايحة أستلم عمل في الشهر التاني من الباطنة، وأفضل طالعة نازلة من قسم 3 لقسم  14 ومن قسم 14 لقسم 3 وهكذا.. وإني أقابل بنات رايحين جايين ماشفتهمش من قرن، وهنا ظهر ولد غريب.. دفعتي وولا عمري شفته قبل كدة (متوقع يعني في دفعة معدية الألف) وقدام مكتب السكرتارية اللي بندوّر فيه على أي حد ياخد الورق، وقفنا نتكلم جنب البنات التانيين.. مفتكرش مرة وقفت أتكلم مع حد دفعتي أساسا، بستغلسهم بصراحة، استغربت مني إني عرفته بنفسي وقلت له إني بحب السايكايتري.. هو قالي إنه عايز يتخصص تحاليل. وقعدنا نتكلم على الاستلام والسكرتيرة والطب والبلا بلا بلا شوية وبعدين سبته ونزلت بعد ما فقدت الأمل في مستشفى الجامعة، قلت هروح أسأل على التوزيع في مستشفى الباطنة و أتمشور كالعادة. وأنا ماشية في الدور الأرضي بعد كام لفة وقبل ما أروح الباطنة بقى.. صادفته تاني، قالي لأ ماتروحيش الباطنة، وعرفني إن مدام نيفين اللي بندور عليها في شؤون الأطباء،سبته و رحت هناك  فعرفت أنا في قسم ايه و رحت عشان أمضي بقى آخر حاجة في قسم 3.. لقيته هناك، طلعنا مع بعض في نفس القسم، وأنا معدية جنبه كنت عاوزة أقوله شكرًا.. بس افتكرت إني ماعرفش اسمه ايه.. وماسألتش.



وامتثالا لرغبة شرا الكتب اللي طالعة عليا من كام يوم (مع وجود الفلوس وده محفز لفرتكتهم طول الوقت) رحت المعرض اللي جنب قصر الثقافة وكنت هعيّط من الروعة، لقيت كتب كنت بدوّر عليها من فترة.. وإصدار الهلال (تيرارارااا)، طبعا لما عمر قالي إن فيه هناك كتب جديدة من كام يوم ماتوقعتش إني هشتري 4 كتب ب5 جنييييه بس. ودي حاجة مفرحة فرح تنيني. واستكمالًا ل(غزوة الكتب) مشيت لحد مكتبة الهيئة، و قدام مارشال المحطة شفت بنت شبه إيمان مرسال جدًا.. للحظة حسيتها هي، وبعدين افتكرت إن إيمان مرسال في كندا أصلا وإني ماشفتهاش غير في الصور، بس كنت مخضوضة من الشبه، لما رحت مكتبة الهيئة مالقتش جديد.. بس طق في دماغي أجيب (مسحراتي) فؤاد حداد لأخويا. وقررت في نفسي كدة، إني لما ألاقي كتب حلوة وسعرها معقول هجيب منهم كذا نسخة لأصحابي زي شادي.


وأحجار العقد في جيب البالطو.. والكتب في ايدي والموسيقى في وداني كنت مبسوطة، في الميكروباص قعدت أراقب البنت الصغيرة الشقية في الكرسي قدامي، وبحاول أتخيّل إيه كسر رسغها وهي أكيد سنها أقل من سنتين، بس اكتشفت إن لايق عليها الجبس.. حتى وهو شكله عملاق جنب صوابعها الصغيرة.

مفيش مانع أفرح شوية، وكأن السنة اللي فاتت كانت من عشرين سنة، وكأني مش هتخرّج رسميًا خلاص بعد كام شهر. شوية حرية من قيود البشر والحكايات، وبس.


3 comments:

A.Rahman Rashed said...

مشهد رومانسي فحت :D
,لايك ممزوجة بابتسامة
دمتِ سعيدة :)

Rana said...

ابقى زرنا كتير يا حاج :))

shady said...

شادي يحبذ بشدة ما دام فيها كتب

ونعم الاستغلال :))