اطلُب عينيـــا






قررت البدء  في الكتابة عن الأفلام التي أشاهدها، لأنني توقفت عن الكتابة.. هذا هو السبب الرئيسي، ليس لأنني أفهم في السينما ولا لأن الأفلام التي أكتب عنها أفضل أفلام في الكون. كل ما في الأمر أنني سأرى ما أراه في أي فيلم وأحكي لكم حكاية صغيرة بعينيّ.


العيون ليس لها علاقة بالفقرة السابقة فحسب، بل بالفيلم الذي شاهدته بعد أن قررت الكتابة عن الأفلام (بجد)-مفيد حكي أنني قررت هذه الخطوة منذ زمن وتقريبا ماكنش ليا مزاج رغم جودة الأفلام التي شاهدتها؟- "اطلب عينيا" هو أول عنوان معبّر خطر في بالي بعد مشاهدة الفيلم، إذن كيف أحكي عن فيلم دون المرور بانتحال شخصية العالمة ببواطن السينما؟ فأقول لكم إن الفيلم أسباني من إخراج مش عارف مين وبطولة مين ومين، أصلا.. كففت عن هذه الأمور منذ زمن، ولا أحب أن يمارس أحدهم هذا الدور علي، عموماً الفيلم أسباني فعلا وعنوانه الانجليزي Take my eyes.. وكفى.



طول الفيلم أنطونيو يظن أن بيلار زوجته تقول له "اطلب عينيا" فيتصرف على هذا الأساس و"يطلّع عينيها"، في الواقع بيلار كانت تحاول أخذه ل "يرى الكون بعينيها"، و لأن عالم أنطونيو مليء بغضب ذكوري لا يخبرنا الفيلم بسببه، لا يوجد مساحة كي يرى ما وراء اللوحات التي تشرحها بيلار لزوار المتحف المحلّي، بيلار نفسها صامتة، خائفة تشبه أي زوجة عادية تطيع زوجها وتربي ابنها لكن بالتدريج تنفتح روحها على شيء تحبه بالصدفة.. الفن. بيلار لا تتحول إلى مجنونة فنون، لا تهرب بابنها إلى أبعد مكان كي تحقق حلمًا سورياليًا ما، سقف حلمها هو شرح لوحات لرواد المتحف. لكن هذا الشغف الصغير بالنسبة لأنطونيو لوغاريتمات، ما معنى أن تحب زوجته الألوان؟ لم تتأنق وهي ذاهبة إلى المتحف؟ بيلار له.. لابد أن تظل ملكه، أنفاسها وشغفها و جسدها لهم رقعة محددة.. مزاج أنطونيو.


أنطونيو يحاول السيطرة على غضبه.. ينضم لمجموعة علاجية، يكتب في دفتره الملون. لكن هذا كله لفترة قصيرة.. هراء، هل يبذل كل هذا الجهد كي لا يضرب بيلار؟؟ وماذا إن ضربها.. أهانها؟ هي ستعود لأنها تحبه.



تقرر بيلار في النهاية إن "حب ايه اللي انت جاي تقول عليه".. والمخرج\الكاتب يقول لي، نعم.. بائع المطابخ في أسبانيا يهين زوجته كأنه سواق ميكروباص في مصر، ومش عشان هما في أسبانيا يعني (و  هذا لا يعني إن سواق الميكروباص في مصر لازم يضرب زوجته). والرجالة مش مفروض تهين الستات.


قضية الفيلم مباشرة وواضحة، أصلا.. من الممكن "مصرنة" هذا الفيلم بسهولة (عقبال ما يكتشفوه ويقتبسوا منه). الفيلم قاسي في مشاهدته، رؤيتي كانت أقرب لعيون بيلار المهزومة في حياتها. لكن أنطونيو كان بعيد. عنف بدون رتوش ولا حتى صعبنة، هو كدة.. واقع.

عمومًا من بين الأفلام الناطقة بالاسبانية، أمريكا الجنوبية أفلامها أفضل بالنسبة لي
نراكم الفيلم القادم، وهبطل اكتب عن الفيلم تاني يوم عشان أفتكر عاوزة أقول ايه..