عندما بدأت التدوين سنة 2006، كان التدوين ذا صدى واسع، كان لكل شخص مدونة، كان عصر ما قبل الفيس بوك!
لم تكن المدونة ذائعة الصيت ولا كانت التعليقات كثيرة، فقط كنت أعتبرها ركنًا مريحًا أرسل فيه أفكاري، في الواقع كان أغلب ما أكتبه جزءًا من يومياتي التي أسجلها على الورق (ومازلت).
في لحظة ما نظرت إلى ما أكتب ووجدت أنه لم يكن بدرجة الصدق الكافية، كنت أمارس نوعًا من الرقابة الشديدة لا أعرف بالضبط مصدرها، ربما الخوف من سقوط الأسوار فجأة في فضاء الانترنت، وأنا أصلًا من الأشخاص المتحفظين في حياتي اليومية (هكذا رُبيت)، وبعد مشاركتي في (كلنا ليلى) للمرة الثانية بقليل شعرت أنني لم أعد أدوّن عن اقتناع ويقين وأن الكلام فجأة انتهى!
كاذبة إن قلت أن هذا لم يتدخل فيه عوامل مركبة، وقتها كانت أحداث حياتي لاهثة بحق، وأنا من الذين تتبع حياتهم قانون all or none طوال الوقت، أي (كل شيء أو لا شيء)! فجأة أعلق بدوامة مثيرة تبدو لا نهائية من الفرح أو الكآبة ثم ينتهي كل شيء ويسود السكون الرمادي ثم يدور كل شيء بسرعة من جديد! فربما وجدت وقتها دوامتي أسرع من أن تُسَجل.
عدت من دواماتي لأتصفح مدوناتي المفضلة، وجدت الفيس بوك طغى على كل شيء، فأصبح التدوين أسهل والاتصال أسرع، عندما اشتركت في الفيس بوك قبل ثلاث سنوات تقريبًا لم يكن هو ذات الفيس بوك، كان موقعًا أزوره كل عدة شهور؛ يبدو كساحة خالية، ولم يكن نشر تدويناتي به يلقى أي صدى، الآن هو جزء مهم من يومي، ألوان الفيس بوك نفسها توحي بالمشاركة (لا أعرف كيف)، وتختلف عن المدونة التي أشبهها بحجرة الأسرار المظلمة، عدت فوجدت المدونات التي اعتدت متابعتها اختفت، أو على أقل تقدير أعلن أصحابها (نسف حمامهم القديم) فحذفوا قديمها وغيروا شكلها!
منذ فترة أصابتني حالة من اللافعل واللاتفاعل، وإحساس عام باللاجدوى (إحباط يعني)، وأنا لم أعتد ذلك، ففكرت: هل كانت أعوامي خالية إلى هذه الدرجة؟ فتذكرت الكثير مما يمكنني الكتابة عنه، حتى في أوقات توقف الدوامات، يمكنني البوح في تلك الحجرة ثم ارتداء قناع الحياة والخروج معافاة! والآن وقد انصرف الجميع إلى الفيس بوك تبدو المهمة أسهل فاسمحوا لي بالبوح قليلًا!
2 comments:
سمحنا لك بالبوح .. فبوحي
حاضر، أي خدمة :D
Post a Comment