أيام.. وأيام




أمسية كروية.. فازت مصر على الجزائر لتحيي أملًا كان مفقودًا بالوصول إلى كأس العالم، لكن عقلي وسط ذلك الزخم اتخذ زاوية أخرى كعادته، لا أعرف لماذا قلت في سري: تحيا الثورة الجزائرية! تلك الثورة التي قربتني منها أحلام مستغانمي وقد أخرجت روحًا أخرى للثورات.. تتخفى بكلام رومانسي هو في الأصل غزل وطني.


 أغمضت عينيّ فجاءتني لحظة فاغمة عشتها منذ شهور.. حين اقتربت بنا الحافلة من السد العالي وقال مهندسنا المرافق: " هنا، في محطة توليد الكهرباء.. المكان الوحيد في مصر الذي يحمل اسميّ عبد الناصر والسادات معًا"، خبرت بعدها فرحًا غريبًا عني، كنت أسجل بعينيّ سماءً كالكون وسعًا ومياه نيلية بكر ومولدات عملاقة مع وجه أسمر بشوش صادق الفخر. وأخذتني ذاكرتي إلى لحظة حبستها في صورة رفعت فيها ذراعيّ عاليًا تحيطني السماء الممسوسة بشمس الجنوب الربيعية، لحظة حرية أطلقت فيها طيور روحي من مكمنها ورأيت بخيالي زمنًا لم أعشه.


 حين رأيت الفرحة والصخب الكروي حضرني دفء ذلك الشعور كمدفأة في ليالي البرد، تساءلت عن كنه الشعور بفرحة انتصار حقيقية، كيف كان الشعور حين انتهى بناء السد؟؟ حين ربحنا الحرب؟؟حين أممنا القناة؟؟


 أنا ابنة زمن السلم الملون والحقيقة المغدورة، أهفو إلى لحظة بطيئة في زمن الأبيض والأسود لأظفر بمداد صفاءٍ يكفي عمرًا رماديًا.

3 comments:

Unknown said...

"أنا ابنة زمن السلم الملون والحقيقة المغدورة، أهفو إلى لحظة بطيئة في زمن الأبيض والأسود لأظفر بمداد صفاءٍ يكفي عمرًا رماديًا."
يا للروعة!

على جنب:
احنا بس قررنا نفرح.. عن عمد!

محمد النقيب said...

مش عارف أقول أكتر من آااه ..

جميلة اوي التدوينة دي يا رنا .
بعيدًا عن اسم ناصر اللي بيخلي جسمي يقشعر .
بتوصفي حاجات مرت بيا بالظبط ..
احنا جيل ملناش رمز , ملناش هدف , مجرد احنا وبنحاول في وسط الرمادي الكتير اللي حوالينا اننا نخلق هوية لينا ..

جميلة بجد يا رنا .

Rana said...

مش عارفة ليه خطر في بالي دلوقتي أقول إن الصورة الأولى من تصويري.

أنا فعلًا كنت قدام محطة الكهربا في السد العالي وصورت الصورة دي.