ثلاثون يومًا من الحكي




لي أوقات أدخل فيها هنا وأنتظر بخواء كل الأفكار التي تقاذفتني طوال يومي فلا يأتي شيء، أغلق النوافذ خائبة وأعود إلى صمتي. أدرك أن قراءة الكثير من الكتابة (الخشنة) قد جرحتني حتى أنني لم أعد أجد كتابتي الخاصة تنساب، (الكتابة الخشنة) عبارة قفزت اختراعيًا إلى عقلي وأنا أحدّث أحمد على المسنجر، الكتابة الخشنة تعني الكتابة المفرطة في الواقعية حد الاكتئاب، تلك التي تدهسك بدلًا من انسيابها في روحك بلا عوائق، يمتلئ بها الفيس بوك و كتب المؤلفين الجدد، وكأنها ركام يدفن الجمال في روحك ليخبرك كم أنت حقير تحيا حياة حقيرة في بلد حقير. أدرك أنني مللت هذا النوع الذي انفجر في وجهي حين أقرأ للمخزنجي، أجدني ظمآنة جدًا لهذه الشفافية، ويبدو لي المخزنجي ملاكًا وسط خرائب الكتابة. حتى أنني لا أحب كتابته في السياسة على نعومتها كعادته، وكأنني طفلة (غلسة) تدبدب بقدميها غاضبة، أريده أن يكتب عن أشيائي الجميلة فحسب.
                               
وفي مملكة جيرالدين (حيث الصحراء أصغر والقمر أكبر كما تعلمون)، تبدأ داليا، فتاة القص الفاتن والعينين الحساستين للجمال، حملتها (30 يومًا من التدوين) ابتداءً من مايو، داليا ارتبطت في ذهني بقدرتها على تحويل الفسيخ إلى شربات (لا أعرف كيف تفعلها لكنها تفعلها! ) ويبدو أنها قررت تحويل فسيخ توقفها هي عن الحكي إلى شربات يشمل التدوين ككل. قررت الاشتراك وأنا غير واثقة من قدرتي على التدوين ثلاثون يومًا متواصلًا (وبعقاب للتوقف كذلك!) لكني أعرف أن شهرًا من التدوين القسري سيطلق أفكارًا شتى من مكامنها، وستبدو فيه الأشياء التافهة جميلة، وربما أتخلص من ندوب الكتابة الخشنة لأعود. خاصة وأنني استعدت الحكايات التي كانت على طرف لساني حين قررت العودة إلى التدوين ووجدتها مسلية للحكي. يبدو إذن أننا سنبدأ من يوم السبت تسلية متواصلة!

ولأننا نتحدث عن الأشياء الجميلة، أختم حديثي بأغنية (لو في) بصوت مي نصر


6 comments:

Unknown said...

شكرا على التوصيلة.. توصيلة الحملة طبعا!
لم أحب تعبير الكتابة الخشنة هذا، ببساطة لأنني أحب هذا النوع من الكتابة، بشرط أن يكون صادقا دون ادعاء ولا لعب على أوتار الوجع.. أحب الكتابة الواقعية لأنني أصدقها أكثر، وأحبها أكثر لو كانت بمذاق واقعية المخزنجي أو المنسي قنديل..
على فكرة.. أنا هاغش شوية في اللعبة دي.. هاكتب البوستات مقدما من دلوقتي، وأظبط وقت النشر كل يوم واحدة!

Rana said...

العفو يا حاج :)
لو كنت أقصد بالكتابة الخشنة الكتابة الواقعية كنت قلت ببساطة الكتابة الواقعية.

المخزنجي مابيدهسش حد الحمد لله.

أعتقد الغش ده مسموح.. لأني بدوّن أفكار من دلوقتي :D

Rushdy Kamel said...

اسمحي لي انا اقتبس رأي
Davinci
أنا ملت كثيرا في الاونة الاخيرة الى هذا النوع من الكتابة والقراءة أيضا , الواقعية المتزنة غير المبتذلة الالفاظ , الساخرة الفلسفية التي تخاطب العقل والحواس معا
أما المخزنجي فأنا اعتبره فاكهة الكتابة وذو موهبة خلقت ليبدو العالم جميلا
ان كنتي تبحثين عن هذا النوع فلابد انكِ قرأتِ لأيمن الجندي ولابد انك قرأتٍ ترانيم في ظل تمارا لللرائع محمد عفيفي

تحياتي اليك

Rana said...

وأنا هعيد عليك نفس اللي قلته، لو كنت أقصد بالكتابة الخشنة الكتابة الواقعية كنت قلت الكتابة الواقعية.

واقعية الموضوع لا تنفي إن ممكن عرضه يكون جميل وغير مبتذل، خال من الأخطاء وقوي اللغة.. نسبة قليلة جدًا من الأعمال الجديدة تتمتع بالخاصية دي.

الكتابة الخشنة تعني الكتابة الواقعية الرديئة.

إن كنت أفضل الأعمال الناعمة بعض الشيء، التي تميل إلى الشجن أكثر من الكآبة، فده لأنها أصبحت نادرة، وندرة الشيء تخليه عزيز.. وجوده زي الطيف. بيسيب حالة.

أنا رافضة إن الكتابة الخشنة تبقى موضة بحجة الواقعية.

ولا أبحث عن نوع معين، لكني أعرف ما أُفضِل ولا يمنعني ذلك من الإطلاع على ما لا أفضل كذلك :)

شكرًا لمرورك.

A.Rahman Rashed said...

بغض النظر عن التدوينة, ففكرة التلاتين يوم عاجباني جدا, تخيلي 30 تدوينة هنا وعند أحمد وحنين, دول كفاية لوحدهم, موجود هنا لمدة شهر إن شاء الله
:)

Rana said...

ماشي، الشعب هيعيش اهو
ماكنت تدون معانا بدل الاختفاء اللي انت فيه ده :p