يوم غريب للثقافة!

 اتصلتْ بي صديقتي وطلبت مني أن نذهب إلى (اليوم الثقافي) في اليوم التالي، وكنت لا أعرف ماذا يفعل الناس بالضبط في هذا اليوم الثقافي؟ فوافقت على سبيل التجربة.



وصلنا إلى إلى قاعة ارتصت بها عدة مناضد عليها مأكولات ومشروبات بعضها مجهول تمامًا، بطبيعة الحال وصل الماليزيون في الموعد المحدد وكانت مناضدهم وفقراتهم جاهزة قبل أن نحضر، ثم جاء الطلاب العرب بلهجاتهم الغريبة على سمعي.
  لأن صديقتي اجتماعية للغاية فبعد عروض التعريف بالبلدان  مرت على كل الأكلات جاذبة إياي، جربنا أكل أشياء ماليزية خضراء وأشياء  محشوة بأشياء أخرى  لا نعرفها، وهي تتحدث مع كل من نقابله، وحين وصلنا إلى الأكلات السعودية كانت القهوة قد نفدت لكن التمر كان مغريًا، وجدت يدًا تمتد إلينا بطبق تمر صغير، فانفرجت أسارير صديقتي وابتدأتْ الكلام كالعادة.

عرفت أن المجموعة سورية –في البداية- ويدرسون الحقوق، وظلت صديقتي تتحدث كعادتها (التي أكرهها في الواقع لأنها تناقضني تمامًا في الحديث مع الغرباء) حتى وصلنا إلى الجزء الذي اكتشفنا فيه أنهم من أكراد سوريا،  فقدان اهتمامها بالحديث فجأة كشف لهم بسهولة خلفيتها البيضاء عن الأكراد، بينما أوقعتني معرفتي الطفيفة في بؤرة الاهتمام، فانصب الحديث  تجاهي.

كان (جوان) (الذي نسيت اسمه العربي) يتحدث عن السوريين بصيغة (هم) فيقول (رقصاتهم)..(عاداتهم)، إلخ. ويبدو على ملامحه ضيق تقمصه جنسية أخرى. وبينما كان فتى سعودي يتلوى بطريقة مريبة على المسرح ويختار من بين قصائد نزار كلها (طفولة نهد) ليلقيها على الحضور متطوعًا كان (جوان) يصر على أن أعطيه رقم تليفوني وبأن (نتمشى في الحديقة)، كان هذا فوق قدرتي على الذوق فأخبرته أن يمكنه إعطائي بريده الاليكتروني (وأنا هبقى أكلمه)، ونجوت بصعوبة من فخ إلحاحه أكثر من ثلاث مرات على موضوع (الحديقة)، طبعًا تواريت بقية الوقت وأنا ألعن الناس المجنونة على الاجتماعيات اللي بتحطني في مواقف بايخة.

تبقى من الموقف بعض من دهشة و مقطع من أغنية كردية كان قد بعثها إلي وإلى صديقتي بعد موقف التمر،اسمها أم كوجري يعني : (أنا رحّال).

5 comments:

أنا - الريس said...

الله يكون في عونك .. بس علي فكرة الانسان لما يكون اجتماعي بحد ما يكون أفضل لا هوااااااا قافل علي نفسه الحديث مع الغرباء ولا هوا منفتح .. انا كان نفسي اجي بس عشان الأكل .......

تحياتي لكي.. وتكملي ال 30 يوم علي خير .. تسلمي ..وارسلي لصديقتك تحياتي ايضا في امان ورحاب الله

Rana said...

هو أنا قلت إني مش اجتماعية؟

الانفتاح الزايد بيرهقني، عشان بفضل أتعرف على الناس بالتدريج مش مرة واحدة قفش كدة ^_^

الأكل ماكنش حلو.. مافاتكش كتير :)

Anonymous said...

:) طبيعي ان يتصرف جوان هكذا تجاه السوريين ، فمأساة الاكراد والأمزيغين ، أكبر من أن تستوعب وهم يعيشون بيننا نحن العرب والمسلمين .
أما مسالة الاجتماعيات ، أن تقريبا هكذا صموتة جدا ، بس لسبب أحمق ما بلاقي الكل بحكيلي قصصه !
وأما الأكل فشي حلو ان الواحد يجرب اشيا مختلفة -شرط عدم تضمنها لصراصير ..
..
امم أما طفولة نهد ، فسيبك ! في ناس عندها عقد بغض النظر عن جنسيتها طبعا
:) وأما الاغنية ، أنا نوعا ما مغرمة بسماع الاغاني الشعبية لأي شعب ، كان هناك أغنية جميلة جدا بالأمازيغية ربما أكتب عنها بوست ما :)
أعتقد أن سماع تراث الآخرين يقربنا جدا لهم ..

Unknown said...

يوم ثقافي؟ ده فين؟ في الكلية؟
مأكولات وفنون؟
لا أظن أن شيئا كهذا سيعطي فكرة جيدة عن ثقافة ما.. لو أردنا أن نعطي فكرة عن مصر مثلا، ماذا سنقدم؟ أطباق كشري وسندوتشات طعمية؟ برديات؟
حلو موضوع الحديقة ده :D

Rana said...

@alo2ah
الصمت مغري بالحكي :)

@دافنشي

على فكرة ده اللي حصل فعلًا، كان فيه كشري :D