ثرثرتي عن ماذا علمتني الحياة

على غرار تدوينة داليا دي
عملت تدوينة صوتية 
سجلت شوية ثرثرة عن كتاب د. جلال امين (ماذا علمتني الحياة)، هنا
ده تسجيل من أول مرة من غير أي تحضير، مسكت الكتاب وقلت اللي جه على بالي، فاعذروا النسيان والتهتهة:)
:وده نَص الجزء اللي بقراه من الكتاب
(ولكن بدا لي من ناحية أخرى، أن هذه الاختلافات الشديدة بين ثقافات وأنماط حياة الأمم المختلفة كثيرا ما تكون مجرد اساليب مختلفة للتعبير عن نوازع عميقة وثابتة لدى الإنسان، بحكم كونه إنسانا، وإنما يتخذ التعبير عن هذه النوازع المشتركة والثابتة أساليب مختلفة بسبب الاختلاف في التاريخ أو الجغرافيا أو الظروف الاقتصادية أو مستوى التقدم التكنولوجي.. إلخ، من بين هذه النوازع العميقة والثابتة لدى الإنسان، بصرف النظر عن اختلاف الثقافات، النزعة الدينية، التي بدا لي أناه شديدة الارتباط بالتكوين البيولوجي للإنسان، وهو رأي بحثت عن حجج تؤيده فوجدتها لدى بعض علماء البيولوجيا الاجتماعية، وعلى الأخص لدى إدوارد ويلسون في كتابه (عن الطبيعة الإنسانية). أدى بي هذا كله إلى إعادة النظر في ذلك الرفض الذي كنت أميل إليه فيما يتعلق بأي شيء يمكن أن يندرج تحت لفظ (الميتافيزيقا)، فإذا كانت الميتافيزيقا تعني كل ما لا يمكن إثبات صحته أو خطئه بالتجربة أو الملاحظة، وإذا كانت الميتافيزيقا هو كل ما كان غير محسوس، فما أكثر الأشياء التي لا تظهر أمامنا في شكل حسي ولكن هناك مايرجح أنها بالغة الأثر في تصرفاتنا ومعتقداتنا. فما أصعب مثلا أن نفسر اختلاف نظرة أمة عن أخرى إلى الحياة، واختلاف معتقداتهما الدينية ومبادئهما الأخلاقية. نعم إن لكل شيء أسبابه، ولكن ماهي درجة الأمل الحقيقي في أن نصل إلى تفسير كاف وشاف لهذه الاختلافات؟ ماهي درجة الأمل الحقيقي مثلًا في أن نفهم لماذا نجد شخصين خضعا لظروف واحدة، عائلية واقتصادية واجتماعية. وتلقيا نفس التعليم، ومع ذلك يختلفان اختلافًا شاسعًا في قوة الحس الأخلاقي لديهما ونوع نظرتهما إلى الحياة؟

 كل هذه العوامل والأسباب التي لا تظهر في أي شيء محسوس، والتي يمكن وصفها ب(الميتافيزيقية)، إذا كان من الصعب كشفها وتبين كنهها، قد تكون في الحقيقة أثمن مالدينا. إنها هي التي تميز الشيء الحي عن الميت، وهي التي تبث الحيوية في الجسد الخامل، سواء كان جسد شخص أو جسد أمة. إن الذي يحرك الأمم ويدفعها إلى النهوض والابتكار ليس إلا هذه العوامل (الميتافيزيقية) العسيرة حقًا على الفهم، ولكنها مع ذلك هي المسؤولة عن نهضة الأمة أو تخلفها. فإذا كان هذا صحيحًا، وهو مالا يزال يبدو لي صحيحًا، وإذا كانت العقيدة الدينية عنصرًا من العناصر المكونة لهذه الميتافيزيقا، وإن لم تكن العنصر الوحيد فيها، فكيف نستهزئ بها أو نسخر؟ بل وكيف نسمح لأنفسنا بإضعافها أو هدمها؟ أليس في التنكر ل(ميتافيزيقا) الأمة تنكر لحق هذه الأمة في الوجود أصلًا، وفي التميز والنهضة وفي بناء حضارة أو المساهمة في بنائها؟)

  

3 comments:

Unknown said...

تدوينة حلوة :)
عرض كويس للكتاب شوقني أقرأه، بس كنتي بتقرأي بسرعة شوية.. كان أحسن تقري زي ماكنتي بتتكلمي :D

Rana said...

كنت بتكلم أبطأ لأني بفكر في الكلام اللي هقوله ^_^

خطر في بالي برضه إني بقرا بسرعة وكلامي يمكن يكون مش واضح، فعشان كدة حطيت نص اللي بقراه.

تدوينة افتكاسة، انت أول معجب بيها ^_^

Anonymous said...

:) تشجعت أقرأ الكتاب فعلا :))
تدوينة حلوة جدا ^_^