وَشيــش البَحـــرِ الهــادئ



الصورة لبحر الطنطورة، هي نفسها غلاف رواية الطنطورية لرضوى عاشور :)


قُلت يومها:
" كنت بدوّر على اللي ليا فيــك."
أدركتُ أن هذه ليست الجملة المناسبة حين قُلتها
الأدق أنني كنت أبحث (عنّي) فيك.


أَسَرني من قبل تعبيرك " الراجل اللي انتِ منه بجد"
فرغبت أن أكون مِنكَ، تمنيت.
كنت أصدّق أنني ولابد تِلك المخلوقة من ضِلعك.



الصُدّف التي صَممّت بإصرار على امتزاجِ دروبِنا حد التماهي رغم المقاومة
لم تَكُن لتعترف بوَصفِك لتداخل روحينا بكلمة (بِنتي)
قَدماك الخائفتان من مٌلامسة البَحر وَقتها لم تَسمَح بأكثر.
ولم تَكُن لتَعتَرف بَوصفي للمعادلة التي أصبحت واحدًا+واحد= أرقامًا لا نهائية ب(صديقي)
خَوفي المُمتَزِج بطيْفِ أَلَم وقتَها لم يسمَح بأَكثر.


حَتى كانت (أُحِبٌـــــكَ) و (أُحِبٌــــــكِ) بَعد ذروة المُنحنى
كأن بيننا وزمننا دائمًا فرق توقيت
كَم أَخاف فرق التوقيت
أن يُصبح رَجُل حِكاياتي غريبًا عني
فيأتـــــــيني من جَديد.


لهّذا أتلكأ في التناسي

إن استبدلتُ بِكَ قطعة موسيقى أو كتاب
إن اختصصت أحدًا بحكاية كانت لَكَ.
أغضب مني.

 أَتَعَجب مِن مَنثوراتي على الآخرين الآن
لأَنَها تبدو لي نُدف سحاب مُقتَطعة من غَيم قصتِنا
ندفٌ.. ومع ذلك، تَكفي الجميع وتفيض!

حَوْلي قِصَص ضَباب وغِياب و وجع
لكني أَقِفٌ بِكَ عَلى تَلٍ صَغير وَسط المُعتَرَك
أّبحّث عَن تَشابه بين وَدَاعنا ووداعهم
أُشَك فيــــنا! هَل تعارفنا وتصادقنا وتحاببنا "بِجَدّ"؟
كَيْف إِذن لا نَهدِم ما صَنَعناه بالكُره
،ولا نَقتُل روحينا بالتَطاعُن
لِماذا لَم يوثَق دَم القَتْل حُبَا قصتنا كما يجب؟

أتناسى أم أتلكأ؟
أَقول كُنا أم مازِلنا؟

لَم تَعُد تأتيني تلك الرَغبة الموجعة في التماس الدفء فيك
ولا في إثقَال نَفسي بِقَلق "هَل يَرُد؟"
"ماذا يَفعل الآن؟"

عُدنا إلى البّحر الهادئ
و للبحرِ  وّشيش حنين.

No comments: