فَصَلَان ثَوري


مانشيت الأهرام صباح يوم السبت 12 فبراير2011



تَرَكت ساحة مبنى المحافظة الصاخبة بكل ألوان الرفض منذ دقائق، أُفّكّر في ماما الغاضبة، وبابا الذي يقاطعني منذ نزلت التحرير .. إلى متى؟

تَضغط أصابعي أزرار الموبايل لأتابع الفيس بوك كما اعتدت. خارج نافذة السيارة البيجو التي تقلنا زحام معتاد.
 أفكّر في لَيْلة هادئة وغدًا جولة جديدة من (الشعب يريد إسقاط النظام)

فجأة

 تكون شاشة الموبايل الدقيقة هي كل الحَدَث، تنحّى.. تنحّى،  أكاد أشعر بالفرحة تقفز من لونين فقط.. الأبيض والأزرق، فيس بوك، البداية والنهاية.
تتوالى الاتصالات.. أسمع أصوات الميادين، صَخَب الانعتاق، حالة يوفوريا ممتزجة بدهشة الخلاص.

 تدّب حركة غير طبيعية في السيارات المتجاورة، يعلو صوت آلات التنبيه، يخرج البعض من سياراته لا يعرف ماذا يفعل، يختنق الزحام ويتقدم جنود الجيش فجأة إلى سيارة تلو الأخرى لتَفَقُد الراحلين من المنصورة، أَقول لنفسي: أجمل زحام شهدته في حياتي!

أَضيِق بالهدوء الخانق داخل السيارة، أقول بكل الفَرح الممكن: مبارك تنحى.. تنحى يا جماعة

لا تُغَيّر السيدة بجواري التي في سن ماما من جلستها، و لا تنظر إلي وهي تقول:

وهتستفيدوا ايه لما اتنحى يعني؟ دلوقتي اسرائيل هتيجي تحتلنا!

1 comment:

هدى said...

تقريبا حصلي نفس الموقف مع راجل راكب ميركوباص واحنا في طريقنا للتحرير التاني بقى كان عنده اخبار اكثر تطورا قال ان الجيش دخل فعليا 3 كيلو في سينا